لماذا لا تكون زوجتي مثل أم فلان؟ لماذا لا تكون هادئة الطباع مثل زوجة صديقي فلان؟ إن أختها أفضل منها في التصرف، أتمنى زوجتي لو كانت مثل فلانة؟ مثل تلك العبارات وغيرها التي يطلقها الزوج في وجه زوجته، ما هي إلا تعبير واضح عن مقارنة صريحة من الزوج بينها وبين غيرها من النساء، ولا نقول إنه يطلق هذا الحديث مع سبق الإصرار والترصد، وإنما قد يكون بغير قصد، يقول تعالى:" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي" . فهذه من الطرق الخطأ التي يسلكها بعض الأزواج في محاولة لحل مشكلة معينة مع زوجاتهم عن طريق المقارنة بين زوجاتهم وغيرهن من النساء سواء كانت من أهلها أو جارتها أو حتى من أهله، بهدف تقريب الصورة لزوجته، ولا يدري بأنه يرتكب خطأ كبيرا يتمثل فيما يلي:
- عندما نقارن فكأننا نقول للزوجة أو الزوج بأنني مهتم بذلك الشخص مما يسبب للطرف الآخر شيئا من الغيرة وردة فعل شخصية
- تخلق المقارنة موقفا ظالما وغير عادل لأن لكل شخص قدراته وإمكانياته وطريقته في التعامل.
- عندما نتحدث عن شخص معين ونبرز صفاته الحسنة أمام الطرف الآخر فإننا نذكر الطرف الآخر بالجزء السلبي الذي لا نحبه فيه مما يخلق شيء من الحزن لدى الطرف الآخر.
- تسبب المقارنة الإحساس بعدم الاستقرار وعدم الثقة بالنفس لدى الطرف الآخر.
- تسبب المقارنة إتباع الطرف الآخر الحالة الدفاعية عن نفسها وعدم الاستعداد للتغيير الذي يريده الزوج منها.
- يرى الطرف الآخر أن مقارنته بغيره إنما هو تقليل من شأنه
- تخلق المقارنة سحق الشخصية القائمة وتقليد الآخرين دون أن يكتشف الطرف الآخر شخصيته وإمكانياته الذاتية الطبيعية.
قال الشاعر:
ولي في غنى نفسي مراد ومذهب ....................... إذا انصرفت عني وجوه المذاهب
قاعدة: افعل ما تستطيع؛ مستخدما كل ما تملك أينما كنت بالطرق المشروعة ..
(تيودور روزفلت)